“قبل كل إعلان عظيم ، إجتماع أعظم”
هذه الجملة تُلخص أغلب الحملات الإعلانية الناجحة على مستوى العالم.
فالمشاهد لا يرى إلا الصورة النهائية من حيث تصوير وإخراج ورسالة تسويقية.
لكن المجهود الكبير الذي يُبذل من قبل موظفي شركات التسويق والاجتماعات هي مجرد جزء من حياة أي مُعلن.
و عاش وهذا النمط مدير شركة “Impact BBDO” عام 1942 “Alex Osborn”.
ولكن أليكس لاحظ أن أغلب الإجتماعات ، كانت تُعقد وتنتهي بدون الخروج بفكرة واحدة مفيدة حتى وصل الأمر إلى استقالته!
ومن هنا ، ألهمته الخبرة الكبيرة في الإجتماعات والإعلانات بوضع 4 قواعد هامة للـ “Brainstorming”.
قواعد الـ”Brainstorming”
أولاً ، إذا كنت تفكر بمفردك أو في مجموعة فلا تنتقد أي فكرة مهما كانت غير ذكية ، لأن الأفكار لا تحتاج إلى قوانين حاكمة!
ثانياً ، شجع دائماً بالأفكار الجديدة فربما يكون هناك خيط أو نمط بين فكرة أو أكثر ، فينتج عنها العديد من الإبداعات خارج الصندوق.
ثالثاً ، الأفكار ليست دائماً مكتملة ، فمن الطبيعي أن يكون هناك حلقة مفقودة تنتظر من فكرة أخرى ربطها واكتمالها.
رابعاً و أخيراً ، قم بتشجيع الأفكار الغير تقليدية حتى تحلق بعيداً عن الصندوق.
و إذا كنت تقرأ هذا المقال ، فأنت بنسبة كبيرة من المُهتمين بعالم التسويق والصناعة الإبداعية ، بل تستخدمه في كثير من مهامك اليومية ، ولكن هل للعصف الذهني طريقة واحدة أم عدة طرق مختلفة؟
طرق الـ”Brainstorming”
قبل أن نتحدث عن الطرق ، يحب أن نُنبه أن العصف الذهني له مستويات مثل أي مهارة أخرى.
فهي تحتاج إلى تدريب مُستمر حتى تستطيع إتقانها ، فالشخص الذي يفكر بطريقة منهجية واضحة المعالم ليس مثل من يفكر بطريقة عشوائية ثم تظهر الفكرة فجأة من حيث لا تعلم!
فمثل هذا لا يحصل عادةً إلا عند أفلام الكارتون.
العصف الذهني المنُظم (Structured Brainstorming)
إذا كنت من متابعين المسلسل الشهير (Friends) ستجد أن هناك شخصية مهووسة بالنظام تُعرف باسم (Monica).
إذا لم تكن من مُتابعين هذا المسلسل ، فانظر حولك أوارجع بالذاكرة إلى الخلف ، ستجد شخصيتين أو أكثر تعرفهم مهووسون بالنظام في كل تفاصيل حياتهم.
هذه الطريقة من التفكير ستكون الأنسب لهم ، لأن العصف الذهني المنُظم أو الـ”Structured Brainstorming” يعتمد بنسبة كبيرة على التخطيط والنظام ليس على العشوائية والصدف.
فعلى سبيل المثال: إذا طُلب منك أن تكتب عن أي موضوع باختيارك ، كيف ستفكر للبدء؟
حسناً إذا استخدمنا طريقة العصف الذهني المنُظم ستفعل الآتي:
- أولاً ابدأ بعرض وتصنيف الموضوعات المُلهمة إليك من حيث الدراسة والهواية ، مثل التاريخ والفلسفة أو حتى كرة القدم.
- ثانياً قم بكتابة هؤلاء الموضوعات على ورقة بيضاء أو على أي برنامج ورقي إلكتروني مثل (Microsoft Word).
- قم بعدها بتصنيف الموضوعات بهذه الطريقة التي تظهر في هذا الشكل ، حيث كتابة الفكرة الأساسية مثل علم التاريخ ثم يطلع منها جذور بمواضيع فرعية مثل: التاريخ الروماني ، التاريخ الفرعوني و التاريخ الإسلامي.
(يمكنك بناء شكل مثل هذا مجانا وبسهولة على موقع Miro)
هذه الطريقة من أبسط وأسهل الطرق في العصف الذهني ، و سهولتها تكمن في قراءة الخريطة. فالعقل البشري مُعقد لأقصى درجة ومع ذلك فهذه الطريقة هي أقرب لشكل الخلايا العصبية داخل المخ مما يُساعد على توليد الأفكار وربط الأنماط المتشابهة الذي يُمثل جزءاً كبيراً من الإبداع.
إنشاء القوائم (Lists Creations)
بعض الاحيان عندما تبدأ عملية التفكير ، تظهر أمامك المئات من الأفكار.
أفضل طريقة في هذا الوضع هو إنشاء القوائم.
تقوم هذه الطريقة على كتابة كل الكلمات التي تخطر على البال في مكان واحد وحاول أيضاً أن تكتبهم في جلسة واحدة وبأقصى سرعة ممكنة حتى إذا كررت كلمة مرتين أو أكثر.
أما في المرحلة الثانية ، يقوم الجزء المسئول عن الإبداع بلعب دور المُسكشف للأفكار الخفية داخل الكلمات وربط الأفكار ببعضها البعض لتحرير الأفكار من سجنها.
العصف الذهني العكسي (Reverse Brainstorming)
هذه الطريقة ليست صريحة وواضحة ، لأنها تحتاج إلى نوع من المخادعة والالتواء حتى تأتي بالفكرة.
وأيضاً ليس هناك قواعد مثل باقي الطرق ، بل تحتاج أن تُغير طريقة تفكيرك من الأمام إلى الخلف ومن اليمين إلى اليسار.
فأنت هنا لا تقوم بدور المبدع ، بل تقوم بالنقد والتحليل والأسئلة الغير مباشرة.
تخيل نفسك مدير لشركة تُقدم دورات تدريبية في اللغة ، كيف تطور من الخدمة التي تُقدمها؟
- أولاً ، ابدأ بالتفكير في كيفية عمل مشاكل للعملاء وليس الحلول المباشرة ، فمثلاً:
- لا تُسجل الدورات حتى إذا غاب الطالب لا يستطيع سماعها.
- قم بعمل مواعيد ثابتة وغير مرنة للمجموعة الواحدة.
- لا تسمح بأي فرصة لتأجيل موعد الحصة.
- اسمح لخدمة العملاء بالتأخير في الرد على الطلاب.
- ثم قم بتغيير المشكلات التي سببتها إلى حلول عملية:
- تسجيل الدورات حتى لا تفوت على الطلاب الغائبين.
- عمل جداول مرنة صباحاً و مساءاً
- اسمح بتأجيل الحصة قبل بدايتها بوقت مناسب.
- قم بتزويد فريق خدمة العملاء لضمان الرد السريع على الطلاب.
طبق هذه الطريقة على أي مشكلة ، ستُثمر بالحلول والأفكار خارج الصندوق.
Starbrusting (عجز جوجل عن ترجمتها)
هذه الطريقة مع صعوبة العثور على ترجمتها ، إلى أنها سهلة وبسيطة.
فعند العرب قديماً يقولون “آفة الجهل سؤاله” ، ولكن هذه الطريقة السؤال هو الموصل إلى الإجابة والأفكار.
فكل الطرق السابقة تبدأ من الصفر ، أما الـ “Starbrusting” فتكون بعد العثور على الفكرة ولكن ينقصها مكعب أخر.
وسُميت بهذا الاسم نسبة لرسمة النجمة السداسية المكونة من (5W) و (H) اختصاراً لـ “What, When, Why, What, Where, How”.
فعندما تسأل نفسك كل هذه الأسئلة ، سيكون لديك مجموعة من المواضيع والأسئلة التي تنتظر منك الإجابة.
ما هي أفضل طريقة للـ “Brainstorming”؟
“Creativity is not the domain of one single person. Through free-association of thoughts and brainstorming, an accidental suggestion can be the best solution”.
Joshua Fernandez
دعنا لا ننسى المشكلة الأساسية المتُعلقة بإيجاد الأفكار؟
فالـ “Brainstorming” ما هو إلا وسيلة ، وليست الغاية في حد ذاتها.
فبعض الأحيان تأتيك الأفكار في مواقف وأماكن غريبة مثل الرياضة أو قبل الإستغراق في النوم! فإذا أتت الفكرة بدون أي مقدمات ، هل ستقوم بالعصف الذهني؟
السر هنا يكمن في المرونة ، فلاعب الشطرنج الذي يعرف أكثر من خطة لعب ، فرصة في الفوز أكبر. لأن مهما اختلفت الظروف والعوامل ، دائماً البديل جاهز للتنفيذ.
مصادر