loader image

بحب السيما| رسالة من تلميذة إلى أستاذها سمير سيف | ونصائحه من آخر ورشة له

عارف المخرج سمير سيف؟ 

آه. 

حضرت معاه حاجة؟

لأ. 

يبقى تعالى احكيلك عن سمير سيف المخرج والإنسان في مقالة شكر ورثاء لأستاذي العظيم اللي كان ليه الشرف أني أحضر له الورشة الأخيرة له. 

المكان: استديو ذات – اللوكيشن:داخلي 

الزمان: من أكتوبر إلى آخر نوفمبر 2019

“يجلس سمير سيف مبتسمًا ليرحب بكل الحاضرين بضحكته التي تنير العالم بالإبداع، ليبدأ الحديث بكل شغف عن رحلته في السينما ويحاكي كل منا على حدى ليعرف خلفيته المهنية والسبب وراء حضور هذه الورشة، ثم يسترسل في الحديث عن الفنون السبعة ليصل بنا إلى الفن السابع – فن السينما” 

ليه كتبت الثلاث سطور باللغة العربية؟ 

لأنه دايمًا كان بيعيشنا في قصة فيلم وقصة الفيلم محتاجة Pitch Line أو ما يسمى بـ Premise في كثير من الأحيان، وكان بيحكيها باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية. 

الشيء اللي خلاني أقول هو إزاي فيه شخص عنده القدر ده من العلم، بالرغم أنه أننا محاطين بالعلم والمعرفة من كل الاتجاهات ولكن ينقصنا الكثير. 

أول يوم في الورشة كان بمثابة Eye-opener أو عيني اتفتحت على مفاهيم كتير قوي عمّري ما كنت أعرفها زي تاريخ الفنون وليه أطلقوا عليها الفنون السبعة أو الفن السابع. 

في وسط معرفة البعض بالاسم فقط ومعرفة البعض الأخر ببعض أنواع الفنون، كان الجميع ينظرون إليه في إعجاب وإشادة لتاريخه على مدار أكثر من 45 سنة في السينما والإخراج. 

ثم يقول الأستاذ سمير سيف: ” الفن السابع يا أعزائي هو السينما ولكن يسبقه 6 فنون آخرى، منهم الرسم والرقص، والنحت والعمارة، والموسيقى والشعر، وجاءت السينما لتجمع بينهم جميعّا في قالب فني متكامل”. 

ومن الممكن أننا نشرحها تفصيلاً كالآتي: 

  • الفنون التعبيرية: وهي تندرج تحت الفنون التي تعبر عن المشاعر والأحاسيس
  • الفنون الأدائية: وهي التي تحتاج أداءًا معيناً من قبل الممثل سواء سينما أو مسرح يصاحبها الموسيقى والحبكة الدرامية. 
  • الفنون الأدبية: وهي اللي تعبر عن لسان حال الأفراد والشعوب من خلال الشعر والنثر في أسلوب بلاغي جميل يبرز المعنى ويؤكده. 
  • الفنون التشكيلية: وهي فنون الرسم والنحت وهندسة العمارة والذي يهدف إلى وجود شكل جمالي وإثراء العين به. 

ومع تتابع الأيام ابتديت أفهم ليه المخرج مهم قوي كده في الفيلم وليه دايمًا بينسب الفيلم لمخرجه. 

وشرح لنا الأستاذ أن المخرج هو الفنان اللي بيجمع بين عناصر الفنون دي كلها علشان يطلع عمل فني رائع فيه قصة وفيه حكاية ليها مغزى وغاية 

بس كمان قال أن رغم أن الفيلم دايمًا ينسُب إلى مخرجه إلى أنه ميقدرش يعيش من غير أتنين مهمين جداً. 

الأول: كاتب السيناريو كما قال سمير سيف في معادلته 

أعظم سيناريو مع مخرج متوسط = فيلم جيد جدًا 

سيناريو متوسط مع مخرج رائع = فيلم متوسط أو أقل من المتوسط 

الثاني: DOP | Director of photography 

وقال أنه المخرج من غير مدير الإضاءة ينقصه الكثير، لأن الإضاءة في مفهوم السينما يطُلق عليها “الرسم بالنور” أو Painting with light

الإضاءة أهميتها أنها بتضيف أبعاد مختلفة للشخصية وكمان بتضيف عمق للأحداث من خلال حركات الإضاءة المختلفة تقدر تخلق جو رومانسي دافيء أو تخلق مشهد تشويقي وتصاعدي للأحداث من أفلام الرعب والجريمة. 

وقال أن مدير التصوير بيواجهه دايمًا تحدي كبير هو أنه يخلق جو طبيعي بالإضاءة من غير ما يحس المتفرج أنه فيه إضاءة صناعية أو فيه إضاءة مش بتخدم مود المشهد العام. 

ولما سألته مرة، إزاي حضرتك بتقدر تخلق قصص في ثواني متفصلة على كل حد فينا كأنه بطل لفيلم مختلف؟ 

قالي بتنهيدة وابتسامة جميلة  .. ببساطة هقولك نصيحة فيها كل الإفادة: 

WATCH MORE. READ MORE. THAT’S HOW YOU WILL LEARN. 

وضمن واحدة من المحاضرات الأخيرة اللي حضرتها معاه الأستاذ سمير سيف كان بيتكلم عن مبدأ كان بيطبقه دايمًا في حياته وطلب مننا نطبقه. 

مبدأ WHY NOT THE BEST 

حكى لنا أنه من صغره كان بيحب يروح يدفع تذكرة ويروح السينما لوحده يتفرج ويتابع كل جديد بينزل فيها وكان في طريقه من البيت للسينما حلم واحد وهو أنه يكون أعظم مخرج مش في مصر -لا- في العالم. 

وقال إنه ليه لا – ليه أحلم على قدي لما كده كده هوصل؟ 

ودي كانت الجملة اللي رنت في ودني من ساعة ما عرفت خبر وفاته إمبارح وبعد الصدمة وبعد الزعل على أني كان لسه قدامي كتير علشان اتعلم منه، قررت ولأول مرة أكتب بلغة الشخص الواحد – لغة التلميذة إلى أستاذها المخرج العظيم سمير سيف – كنت أتمنى يكون معانا ويقرأ المقال ده. 

الله يرحمه. 

اوعوا تنسوا جملته WHY NOT THE BEST