loader image

عبدالله حارس يكتب: 10 مدارس إخراجية لغير المحنكين

انت حبيت تتابع سينما وتتفرج على أفلام لمخرجين مشهوريين بعينهم وبقيت تحفظ الأسماء اللي انت عمرك ما كنت أساسًا تعرف أسماء الممثلين.

استفردت بواحد صاحبك وسألته هو أنا ازاي أعرف إن الكادر دا اللي واخده المخرج الفلاني طيب اللونج تيك دي بتاعت مين، من الأخر كدة إزاي أعرف أقول مين المخرج صاحب الفيلم دا من غير ما أستنى النهاية أو أبحث عن إسمه؟

سألت صاحبك المُحنك اللي مفيش ولا أي فيلم بيعجبه غير أفلام بيلا تار وأندري تاركوفكسي بيقولك إن المخرجين دول بيتبعوا حاجة إسمها مدارس إخراجية، زي مدارس الشعر بتاعت الأدب كدة، يعني كل مخرج اتأثر بمدرسة وبقت تبان في أعماله  كلها و زي ما بيقولوا شرب الصنعة خلاص مش هيعرف يغير المدرسة اللي اتجه ليها واتعلم كل حاجة فيها.

وبما إن المخرج هو المتحكم في سير المسرح وايه الأفكار اللي هتتنفذ وايه هي معانيها وتفسيرها،

هنا بدأوا المخرجين يستعرضوا المدراس من خلال الانقلابات اللي حصلت في الحياة الإنسانية كلها، المخرجين قسموا المدارس دي ل10 مدارس:

1- المدرسة الكلاسيكية

كانت أول مدرسة فنية في العصر اليوناني القديم اللي كان مزدهر في القرن الخامس قبل الميلاد وأول واحد وضع قوانين للمسرح الكلاسيكي هو أرسطو في كتاب (الشعر) وكانت المدرسة مهتمة بالمشاكل والأزمات الروحية، وكانت بردو بتتكلم عن أحوال المجتمع وسخافته والأخلاق والسلوكيات الموجودة.

ومن الأفلام المصرية الكلاسيكية، فيلم (دعاء الكروان) للمخرج هنري بركات، مأخوذ من رواية لطه حسين. وفيلم (الكيت كات) للمخرج داوود عبدالسيد. 

2- المدرسة الرومانسية:

واللي كانت مهتمة بالفروسية وبتصورها في مغامرات البطولة والغرام اللي كان ممكن يوصل للعبادة، والحروب اللي كان فيها قصص الحب بين الجندي وحبيبته، وكمان كان منتشر فيها الورع الديني الملئ بالتضحية، والقصص الواقعية اللي كان بيغلب علها الرروح الرومانسية.

واتطورت لما بقت مدرسة رومانسية جديدة على ايد الألمان. ومن أهم الأفلام اللي بتتيع المدرسة الرومانسية في مصر كان فيلم (صراع في الوادي) ليوسف شاهين، واللي بيحكي فيها إن الحب بينتصرفي النهاية على كل العوائق الموجودة.

3- المدرسة الواقعية:

الكاتب الواقعي في المسرح مبينقلش الحياة الواقعية حرف حرف في هيئة صور زي ما بيعمل الكاتب الطبيعي، الواقعي بيلخص الحياة وبيديلها مفهومها الجوهري ومش شرط يكون المسرحية غرضها تعليمي أو للتبشير بفكرة معينة وهو دا المفروض أحسن حاجة تتعمل عشان متبقاش متعة للتسلية وقت الفراغ. كل الافلام المصرية بتتبع المدرسة دي وقليل لما تلاقي فيلم مش تبع المدرسة الواقعية. 

4- المدرسة الطبيعية: 

في المدرسة دي الحقيقة كانت هي اللي مسيطرة على كل من العقل والتفكير والكاتب الطبيعي دوره بيجي في تصوير الحقيقة المجردة وبيكشف الخفيات ومن غير أي خجل أو حياء والتفكير ملوش مساحة في وجود في المدرسة دي وكله قائم على الحقيقة الطبيعية. يعتبر لوكينو فيسكونتي من أشهر المخرجين اللي اتأثروا بالمدرسة الطبيعية بعد الحرب العالمية التانية ومن أهم أعماله فيلم (Senso) 

5- المدرسة الرمزية:

  المدرسة دي بتبقى قاعد تتفرج وانت مش فاهم أي حاجة في أي حاجة لأن المخرج بيبقى عنده شوية إسقاطات خفية في الفكرة اللي بيطرحها وبتحتاج لشرح وبحث عشان تفهم الفكرة كاملة. زي مثلا فيلم الزوجة الثانية للمخرج صلاح أبو سيف اللي يعتبر أبو الرمزية في السينما المصرية، واللي بيتكلم في أفلامه عن مصير الشخصيات وتحولاتهم.ويعتبر كل أفلام صلاح أبو سيف تتبع المدرسة الرمزية لأنه كان متأثر بنجيب محفوظ وكتاباته.

6- المدرسة التعبيرية:

من اسمها هي مدرسة تعبير عن المشاعر والعواطف والحالة الذهنية اللي بيكون فيها الفنان ، وبيحاول المخرج فيها انه يشيل كل الواقعية الموجودة عشان يقدر يعبر براحته.  وألمانيا كانت أكتر دولة بتتجه للمدرسة دي وتعتبر هي اللي أخرجتها للنور، وفيلم (Der Student von Prag) يعتبر أول فيلم تعبيري ألماني، وفيلم(Sweeney Todd) وكل أفلام المخرج تيم برتون. 

7- المدرسة السيريالية:

في المدرسة دي المخرج بيحاول يستخدم فيها المشاهد اللي شبه الأحلام ودايمًا تلاقي فيها صور كتير غريبة وملهاش معنى، ودايما تلاقي فيها العزلة والوحدة مسيطرين على كامل الفيلم، أول لما بدأت المدرسة دي تظهر كانت سينما صامتة كلها وبعدين تطورت واحدة واحدة لحد ما بقى ليها شعبية كبيرة ومن الأفلام السيريالية الصامتة (An Andalusian Dog) لسلفادور دالي اللي يعتبر رمز كبير في السينما السيريالية والفن السيريالي عمومًا. 

8- المدرسة الصوفية:

نشأت على ايد الأيرلنديون وكان من مميزاتها انها بتخلط ما بين الرومانسية والرمزية والسريالية وكان الجانب الديني بياخد منها جزء كبير، وكان كل هدفها هو انهم يسموا بالنفس  البشرية ويدولها كل تقديرها عشان يخففوا من التعب والألام والملل اللي في الحياة.

في مصر كان المنتشر أكتر في التصوف المسلسلات ومن ضمن المسلسلات دي (الخواجة عبدالقادر) اللي كان في يحيى الفخراي بيقرأ شعر الحلاج من غير ما يعرف معناه وكان بيحب يسمعه، إخراج شادي الفخراني، ومسلسل (العارف بالله) اللي بيحكي قصة الشيخ عبدالحليم محمود اللي كان من كبار الصوفية في العصر الحديث.

9- المدرسة الوجودية:

من اسمها كانت بتتكلم عن الوجود وعن الإنسان بعينه، يعني كانت بتاخد الانسان نفسه موضوع وتتكلم عنه من حيث بقى أفكاره أو أفعاله أو أي شعور الإنسان بيكون جزء منه.

ومثال على دا فيلم حدوتة مصرية ليوسف شاهين، الفيلم بيتكلم عن يحيى اللي بيقرب من الموت ويبدأ يتساءل لو كان عاش كفاية ولا لأ، كان إنسان كويس ولا لأ، حياته كان ليها لازمة ولا لأ. فيلم بيتكلم عن الهوية ورؤية الإنسان لذاته. وأفلام تانية زي( بئر الحرمان – خرج ولم يعد – أين عقلي). 

10- مدارس معاصرة أخرى:

حاول بعض الناس انهم يخلطوا بين كتير من المدارس وبيطلعوا أي فن جديد، وكان لكل كاتب رؤيته الفنية الخاصة وعشان كدة مبقاش حد عارف يحط أي اسم للمدارس دي أو تحديد هوية واضحة ليهم.

وبما إن السينما في مصر كانت مش بتتبع غير مدرسة واحدة بس وهي المدرسة الواقعية اللي خدناها من الإيطاليين اللي ظهرت بسبب الفقر والبطالة بعد انتهاء الحرب. دخلت الواقعية مصر على ايد المخرج صلاح أبو سيف اللي يعتبر كان رائد المدرسة في مصر،وكانت واقعيته بتهتم بالشارع وتسليط الضوء الأكبر على الطبقات اللي في المجتمع، زي فيلم (السما والأرض). تطورت الواقعية في في مصر على ايد المخرج العظيم محمد خان وكانت واقعيته بتهتم بالإنسان أكتر وبتحاول تخلق صراعات جواه ويخليك تستنى البطل هيعمل إيه في النهاية، وكانت سينما خان من الشارع وللشارع بيخاطب فيها المهمشيين وبيحكي عنهم، زي أفلام (الحريف – خرج ولم يعد). 

الواقعية في مصر موقفتش لحد محمد خان بس، ولكن كل المخرجين كملوا بعدها بس كل واحد كان ليه نظرته وطريقته الخاصة ومن بعد خان وصل المخرج عاطف الطيف و داوود عبدالسيد  وصولاً لشريف عرفة. 

من بعد دول السينما في مصر لسه مستمرة مع منهج الواقعية في الغالب مع كسر طفيف من وقت للتاني.